ماذا بعد أعراض انسحاب المخدرات ؟ – علاج الادمان

 

تسيطر على المدمن فكرة أنه لن يستطيع تحمل آلام أعراض الانسحاب،  ولذلك هو يستمر في التعاطي دون توقف، رغم أنه ربما يحاول أحياناً أن يقلل جرعته تمهيداً لإقلاعه، لكنه لا يلبث أن يعود لما كان فيه مرة أخرى بل وأقوى مما كان، دون توقف.
هذا أصل مشكلة الاستمرارية مع المدمن، أنه يظل خائفا مما لا يستطيع تحمله أو ما يقنعه به مرضه بأنه لا قدرة له على التحمل.
والان وبعد أن أصبح هناك طرق احترافية لعلاج أعراض الانسحاب دون ألم، أصبح الكثير يسارع للإقلاع فقط ، ثم يبتعد عن جو التعافي وهنا يقع في فخ الانتكاسة سريعاً.
فهو قد أقلع فقط عن التعاطي، ولم يمتلك أدوات الاستمرارية في الإقلاع،  فيقع في فخ الانتكاسة سريعاً، وهو لا يعلم لماذا أو كيف حدث هذا؟

وفي الغالب يكون التعاطي بعد الانتكاسة أكثر شدة من قبلها، فهو يبدأ من حيث توقف، سواء من عدد مرات التعاطي أو من حيث الكمية، وهنا قد يعرضه ذلك لتعاطي جرعة زائدة بعد أن خرجت السموم من جسده، فيكون التأثير أشد وقد يذهب به ذلك لخطر الموت المحقق.
المشكلة إذاً ليست في التعافي من أعراض الانسحاب فقط! بل المشكلة في التعامل مع هذه الأفكار والسلوكيات التي تقود المدمن دائماً نحو المخدرات، و أيضاً سهولة الوقوع في فخاخ مرض الإدمان مرة تلو إخرى!

العلاج السلوكي :

وهنا يأتي أهم دور في علاج الإدمان، العلاج السلوكي للمدمن.
وهو عبارة عن مجموعة من الأدوات التي يتم إعطاؤها للمدمن حتى يعرف بها كيف يواجه سلوكيات المرض وتغيراته والفخاخ التي ينصبها له، حتى يظل متمسكاً بتعافيه وببعده عن تعاطي المخدرات.
وليست المخدرات فقط، بل كل السلوكيات المصاحبة للتعاطي، والتي تعتبر أهم أعراض مرض الإدمان، و صلة التواصل بينه وبين محيطه ومجتمعه.

دور الفريق العلاجي :

يأتي دور الفريق العلاجي للمدمن، حيث يقوم بتقرير الطريقة المناسبة لاستخدام البرامج العلاجية مع المدمن، حيث أن لكل مدمن الطريقة التي تناسبه، وأن ما يناسب مدمن، قد لا يناسب مدمن آخر، ولكل نوع من المخدرات ما يناسبة من البرامج العلاجية أيضاً.
إن العلاج السلوكي الذي يلي علاج أعراض الانسحاب، هو الذي يبنى عليه طريقة التعافي ومدة التأهيل السلوكي، والطريقة المناسبة لعودة المدمن للتعامل مع المجتمع بأدواته الجديدة التي اكتسبها من البرامج العلاجية.

العلاج المعرفي السلوكي :

يعتبر برنامج العلاج المعرفي السلوكي من أهم البرامج التي يبنى عليها باقي البرامج العلاجية السلوكية، بل يعتبر الأساس الذي يبنى عليه التعامل مع المدمن ومن ثم تعامل المدمن مع مرضه.
وهو عباره عن برنامج علاجي سلوكي يستند على مساعدة المدمن في إدراك وتفسير طرق تفكيره السلبية، بهدف تغييرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية تساعده على تغير سلوكياته في التعاطي والتفكير في المخدرات والتعامل مع الأفكار التي تطرأ على المدمن بعد التعافي والإقلاع عن  تعاطي المخدارت.
و يكون بصورة فردية بين المدمن والمعالج ، حيث يكون على هيئة جلسات علاجية يتم فيها التركيز على الأحداث والسلوكيات التي كانت سبباً في التعاطي، ومدى تأثيرها على المدمن، وكيفية التعامل معها ومع آثارها.
ويكون أيضاً على صورة جمعية، من خلال برامج الدعم الذاتي ومن أبرزها برنامج ال 12 خطوة الذي يعتبر من أشهر برامج الدعم الذاتي الموجودة، حيث يتعامل باحترافية مع سلوكيات المدمن نفسها والتي لها تأثير عليه أو على المجتمع المحيط به، ويساعده على الاندماج في المجتمع مرة أخرى، مع التواصل الدائم مع مجتمع التعافي، مما يجعله يحافظ على تعافيه التام من التعاطي أو من السلوكيات التي كانت تصاحب التعاطي.

عزيزي المدمن المتعافي :

إن الإقلاع عن تعاطي المخدرات أو التعامل مع أعراض الانسحاب فقط، ليس هو الغاية في رحلة التعافي، بل الحفاظ على التعافي هو أهم ما يجب الاهتمام به.
وهذا ما تعمل عليه البرامج العلاجية المتخصصة بعد التعامل مع أعراض الانسحاب.

مقالات قد تهمك


 

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×